كيف تكتب رواية يقرأها الملايين؟

لعلك فكرت عشرات المرات في كتابة رواية ولعلك في النهاية تراجعت عن الأمر لسبب أو لآخر. المسألة تبد صعبة ومستعصية أحيانا لأنك فقط لم تجد الباب الذي يدخلك إلى هذا العالم. عليك أن تدرك أن كبار الكتاب من أمثال ألبير كامي وكافكا وحتى الروائي العربي نجيب محفوظ كانوا يعيشون نفس الحالة قبل أن يصبحوا مشاهير ويقرأ لهم الملايين.

إذا كنت تستأنس في نفسك القدرة على الكتابة عليك فقط إتباع هذه الخطوات البسيطة لتجد نفسك في النهاية قد بدأت شوطا كبيرا في كتابة روايتك الأولى.

1- إختيار المكان الذي سوف تدور فيه أحداث روايتك الجديدة:

لا بد أن تكون مطلعا إطلاعا كافيا دفيقا على إطارك المكاني ،حيث تسهل عليك مسألة السرد والوصف وهما عنصرين هامين في الكتابة

2- إختيار العصر الذي تدور فيه الأحداث ،هل هي رواية معاصرة أو تاريخية وذلك يكون حسب فكرة الرواية ورؤيتها.

3- إختيار الشخصيات التي تتحدث عنهم الرواية:

بعد تحديد الظرفين المكاني و الزماني تأتي مسألة الشخصيات التي سوف تحرك الرواية من خلال العلاقات والصراعات لا بد أن يكون عدد الشخصيات مناسب وملائم لمضوع الرواية وامتدادها المكاني وكذلك الزماني.

يجب تحديد وصف للشخصيات يكون وصفا داخلي وكذلك وصف لمظهرها الخارجي.

4- إختيار بطل الرواية:

يتم إختيار البطل من بين الشخصيات بعد إختبار الأحداث وهو الشخصية الرئيسية التي تدور حولها الأحداث

5- إختيار اللغة وأسلوب الكتابة:

النجاح في كتابة الرواية ينبني أساسا على لغة سليمة، من حيث التراكيب و الإلتزام بالقواعد النحوية . يجب أن لا تخاطب القارئ بأسلوب الجاحظ أو المعري لأن عصرك يختلف عن عصرهم.

6- الإعتناء ببناء الرواية:

الرواية عمل فني قبل كل شيء وكل عمل فني يخضع إلى بناء هندسي ومدروس يسهل على القارئ الإنتقال من شخصية إلى أخرى ومن فكرة إلى فكرة دونما الشعور بالملل أي الإبتعاد عن البناء السطحي أو الأفقي و إعطاء الرواية عمقا و إمتدادا يتجاوز مساحة المكان و الزمان مثل تحريك الشخصيات داخل مجال ميتافيزيقي يمكنك الإعتماد على الأسطورة أو علم النفس.

7- تحديد عقدة الرواية:

أهم مسألة في كتابة الرواية هي عقدة الرواية أو حجر الزاوية في بنائها وهي العامل الذي يحرك الشخصية الرئيسية وهي التي تدفع القارئ إلى بقية الصفحات.  وقد تكون لغز الرواية وهي الجانب الذي بسعي الكاتب إلى إخفائه عن القارئ .يجب في كل الأحوال الإعتناء بها وهي التي سوف تحدد ما إذا كانت الرواية ناجحة أو غير ذلك.

8- قراءة الروايات العالمية و الناجحة أثناء الكتابة:

بوسعك قراءة هذه العناوين بالتوازي مع الكتابة سيمنحك ذلك قوة في الأسلوب وتدفقا في الكتابة نقترح عليك في هذا الصدد هذه الروايات :
-مائة عام من العزلة غابرييل غارسيا ماركيز.
-الجميلات النائمات الكاتب الياباني ياسونا رى كوا باتا
-رواية التحول للكتاب التشيكي فرانس كافكا.
-رواية الشيخ و البحر للكاتب الأمريكي إير نست همان جواي.

9- موضوع الرواية أو الرسالة التي تريد تبليغها :

كل رواية لا تحمل في طياتها رسالة أو موضوعا هي في المحصلة قصة عقيمة لا جدوى من قراءتها. لا بد أن يكون هناك مغزى من وراء ما تكتب حتى تحظى روايتك بالإحترام من قبل النقاد و القراء .

10 - إمتلاك الأدوات الفنية الخاصة بالرواية.

ليست الرواية عملا إبداعيا فحسب بل هي حرفة وتقنية تقوم على مبادئ و أسس خاصة بها شأنها في ذلك شأن التمثيل والعزف وغيرهم ويخطئ كل من إعتقد أنه ليس في حاجة إلى تعلم كتابة الرواية مكتفيا بموهبته فحسب. يعد الحوار من أهم العناصر التي تقوم عليها الرواية ،ننصح الكاتب المبتدأ بتخصيص الوقت الكافي لصياغة الحوار داخل السرد والعناية به إذ لا بجب أن يكون مسقطا بل يجب أن يحقق تناغما وتناسقا مع بقية أشكال السرد.

أنصحك بالرجوع إلى النص القرآني واستخراج الآيات التي تحتوي على الحوار في القصص القرآني و سوف تدرك كيف تصيغ الحوار دون أن تجعل القارئ بمل الرواية

هناك العديد من المسائل التي لم أذكرها في هذه المقالة وهي عموما مسائل نظرية أو نقدية ننصح بالرجوع إيها والإستفادة منها . كل ما نرجوه هو أن لا تتردد في الكتابة وفقك الله إلى ما فيه الخير ...