كيفية تحسين وتطوير أسلوب الكتابة
العديد من الكتاب يمتلكون أسلوبا مميزا في الكتابة و العديد منهم إشتهروا باستعمال عبارات أو تعابير جديدة لم تكن اللغة-العربية- لتعرفها لولا تلك الكتابات سواء كانت قصائد أو مقالات أو حتى قصصا وروايات ، في المحصلة نقول ان هؤلاء لهم أسلوبا جيدا و ممتازا لأنهم فرضوا على اللغة إرادتهم لتصبح مادة طيعة يصنعون منها ما يشاؤون من الإبداع فتصبح أعمالهم بذلك خالدة ويرددها الناس على مدى قرون...لكن التساؤل الذي نطرحه في هذه المقالة ، كيف لهؤلاء من أمثال طه حسين و العقاد و محمود المسعدي أن يمتلكوا ذلك الأسلوب الجميل في الكتابة؟
المسألة لن تكون بسبطة ولا متاحة لمجرد طلبها ، معنى هذا أنك لن تكون كاتبا ذا أسلوب مميز يستحق القراءة بمجرد التمني ...
القراءة هي أساس الكتابة فأنت حين تقرأ كتابا أو صحيفة ، تؤسس لمشروع كتابة جديدة. كلما كنت قارئا لا تمل مطالعة أجود ما يكتب ،أصبحت في النهاية كاتباً لا يمل قراءته أحد. تلك هي النتيجة إذا .
أما إذا كنت لا تستطيع الجلوس ولو لساعة مع كتاب ممتع فأنت بذلك بعيد كل البعد عن مشروع كاتب كبير. لكن المسألة لا تتعلق بفعل القراءة في حد ذاتها ولكن بشأين آخرين هما: مذا نقرأ؟ و كيف نقرأ؟
أما مذا نقرأ ، فالاجابة -كل شيء تقريبا لأن الكاتب الذي يبحث عن أسلوب مميز وجذاب يحتاج إلى مصادر كثيرة و متعددة تساعده على إثراء المحتوى الذي يكتبه. وقد يصادف الكاتب كتابات رديئة أكثر من الكتابات الجيدة، عليه أن يدرك الكيفية التي تميز الغث من السمين وهذا هو ألذوق السليم.نلاحظ اليوم أن أغلب ما يكتب في الصحافة ، ينتمي إلى خانة الكتابات الهابطة و المبتذلة ، ليس فقط من خلال المضمون ولكن من خلال اللغة و الأسلوب، بوسعك وأنت تطالع صحيفة ما في أي بلد عربي أن تنتبه إلى إستغاثة اللغة العربية وهي ترى وجهها مشوها بين أيدي هؤلاء الذين نسميهم كتابا وصحفيين وهم أبعد ما يكون عن ذلك كبعد الأرض عن النجوم.
أما النصوص الجيدة فهي على قلتها يمكن العثور عليها في الكتب ، والقرآن الكريم يعد أول وأهم مصدر على الإطلاق يمكن الإستفادة منه ، لأن ذلك الكتاب لا ريب فيه كما يقول لنا المولى عز وجل في سورة البقرة ، كتاب ليس فيه عوجا كما تخبرنا الآية الكريمة في سورة الكهف ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم بجعل له عوجا) .
قراءة القرآن وحفظ ما تيسر من آياته يمكنك من تقويم لسانك العربي وبالتالي اللغة التي تكتب وتخاطب بها. أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تعد أيضاً من بين المصادر المهمة التي يمكنها إثراء الغة و الأسلوب. الشعر العربي غنى كذلك بالصور و الإستعارات البلاغية سواء كان جاهليا أو أندلسيا أو حتى مهجري الرواية العربية رافد مهم من روافد هذه اللغة، عليك قراءة نجيب محفوظ و طه حسين و توفيق الحكيم و نخبة كبيرة من المبدعين المعاصرين أما الصحف اليومية فهي الهواء الذي تتنفسه لغتنا اليوم وللأسف الشديد هذا الهواء ملوث بالتعابير التي تبعث على النفور من هذه اللغة ولكن قراءتها تبقي ضرورية حتى نتمكن من رصد إيقاع هذا العصر و الوقوف على كل ما يجد فيه من أحداث و مستجدات حتى لا يتحول كتاب هذا الزمن إلى أصحاب الكهف و الرقيم لا بفقه لهم في هذا العصر قولا ...
أحياناً كثيرة لا نجد الوقت الكافي لقراءة الكتب وذلك لعدة أسباب لذلك أنصح كل من يريد المطالعة أو القراءة أن بستعين بالاستماع إلى الكتب عبر تسجيلات متاحة على شبكة الإنترنت وكذلك من خلال التطبيقات المتاحة في أندرويد، ومن الأفضل أن يواظب القارئ على ذلك وسوف يلاحظ التحسن الواضح في أسلوب كتابته . في نهاية هذا المقال أستعير تلك القولة الشهيرة والتي تقول: 《 إقرأ خير مايكتب لتكتب خير ما يقرأ 》.
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق , لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق , ولا ننشر تعليق يخص مدونات تخالف الشريعة الإسلامية , اما لو لديك سؤال خارج الموضوع يرجى استخدام ركن الأسئلة ولإضافة كود قم بتحويله أولا بمحول الأكواد, ويمكنك ان تستخدم الإبتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود