الجائزة العالمية للرواية العربية



تهدف الجائزة إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها. 

بالإضافة الى الجائزة السنوية، تدعم "الجائزة العالمية للرواية العربية" مبادرات ثقافية أخرى، وقد أُطلقت عام 2009 ندوتها الأولى (ورشة الكتّاب) لمجموعة من الكتّاب العرب الشباب المتميّزين.

تدار الجائزة بالشراكة مع مؤسسة جائزة "بوكر" في لندن وبدعم من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات العربية المتحدة. وبالرغم من أن كثيراً ما يتم الاشارة إلى الجائزة العالمية للرواية العربية بوصفها "جائزة البوكر العربية" (Arab Booker Prize) إلا أن هذا ليس بتشجيع أو تأييد من الجائزة العالمية للرواية العربية أو من مؤسسة جائزة البوكر وهما مؤسستان منفصلتان ومستقلتان تماماً. والجائزة العالمية للرواية العربية ليست لها أى علاقة بجائزة مان بوكر (واسمها بالانجليزية Man Booker وليست الترجمة الشائعة الخاطئة Poker).


الروايات الفائزة بجائزة البوكر العربية 

  •       واحة الغروب هي رواية صادرة عن دار الشروق سنة 2008م للروائي المصري بهاء طاهر        


"الصحراء هي المكان الذي يكتشف فيه الإنسان نفسه"، بهاء طاهر، مؤلف رواية "واحة الغروب"ن التي تدور معظم أحداثها روايته في الصحراء.

تتابع الرواية خطوات ضابط الشرطة محمود عبدالظاهر، في طريقه الى واحة "سيوة" التي أرسله إليها رؤساؤه في مهمة خطرة، كلفت من سبقوه حياتهم.

هذه المهمة هي بمثابة عقاب لمحمود على مشاركته في ثورة أحمد عرابي (1882) التي منيت بالفشل.

محمود اختار قبول المهمة التي أوكلت إليه هربا من إحساسه بالفشل على أكثر من صعيد: فها هي ثورته انتهت بانتكاسة، أما حياته العاطفية فهي تصارع أمواجا تتجاذبها من أكثر من جهة.

إذن هو يقرر الهرب من المشهد، إلا أن زوجته الإيرلندية المغرمة بالآثار كاترين، تقرر مصاحبته، لتتبع خطى الإسكندر الأكبر، وتبوء محاولاته لثنيها عن عزمها بالفشل، ليجد نفسه متبوعا بعبء علاقة تتهاوى ومشاعر تتداعى، في رحلة أرادها في الأصل خلوة الى الذات لمحاولة اكتشافها.

في الواحة يتفاقم إحساس محمود بالفشل، ويواجه الخيانة على الصعيد المهني.

زميله، الضابط وصفي، يتآمر مع أحد زعماء الواحة، الشيخ صابر للإطاحة بالمأمور.

يبدأ بإرسال تقارير عن "فشل محمود في مهمته" ، ويكتشف محمود ذلك حين وقعت في يده رسالة وصلت الى زميله من رؤسائه.

أما على الصعيد العاطفي فإن علاقته بزوجته تزداد برودا، ومع أن مشاعره تتحرك تجاه شقيقتها "فيونا" التي تصل الى الواحة تنشد الشفاء من مرض ذات الرئة، إلا أن تلك المشاعرة ولدت ميتة، ففرص تحققها معدومة، وهو بالتالي يبقيها دفينة في قلبه، مع أن زوجته لا تغفل عنها.

وسط هذه الأجواء القاتمة ينثر المؤلف بعض العناصر الإيجابية التي أنيط بها تحقيق بعض التوازن في الصورة الكلية: فيونا المحبوبة من الكل والتي تقيم جسرا مع الجميع، الشيخ يحيى بمواقفه التصالحية وقدراته على علاج الامراض باستخدام أعشباهه السحرية، ومليكة، الروح الهائمة في طرقات الواحة والمتمردة على قوانينها على طريقتها الخاصة.

ولكن السوداوية ما تلبث أن تعود لتطغى على أجواء الرواية في النهاية، لتعبر عن انعكاس الظرف التاريخي الراهن الذي يعايشه المؤلف على نفسيته.



  • رواية «عزازيل» للروائي والباحث المصري يوسف زيدان.  2009.



أحداث رواية "عزازيل" تدور في القرن الخامس الميلادي، ولكنها تعالج قضية تشغل الإنسان في كافة العصور.

إنها تصور صراعا مزدوجا: بين معتنقي مذهبي المسيحية الجديد وأتباع الديانات الوثنية القديمة، وبين الراهب المسيحي "هيبا" وذاته.

"عزازيل" هو أحد أسماء الشيطان في الميثولوجيات الدينية، حيث يجسد نزعة الإنسان إلى "الشر" بالمفهوم الديني، ولك هناك تعبير باللغة العربية وهو تعبير "شيطان الشعر" يشير الى العلاقة ما بين الشيطان والابداع، في إشارة الى أنه يجسد النزعة الى التفكير الحر والتمادي في الخيال. بدون قيود أو محظورات، وهذا من متطلبات الإبداع بلا شك.

عزازيل في رواية يوسف زيدان هو شيطان لا علاقة له بالصفات السلبية التي تلصق عادة بإبليس في مفهومه الديني، وإن كان في جوهره لا يختلف عنه، إلا أن تناول الكاتب له جعله يبدو قريبا منا، فهو الأنا الداخلي لكل منا، المشجب الذي نعلق عليه كل رغباتنا المحرمة وجنوحنا الى التحليق والحرية.

هو مناجاتنا الداخلية وحوارنا مع أنفسنا، هو صوتنا الآخر الذي نعمد الى كبته حينا ويغلبنا فنلعنه في أحيان أخرى، هو الإغراء للاقتراب من الذات في أكثر حالتها بدائية ونقاء، ليس بالمفهوم الديني لهذه الكلمة، بل بالمفهوم الفلسفي لها.

يوسف زيدان جعل عزازيل يتحرك على أرضية شائكة، فهو جعله يستوطن روح راهب مسيحي، ولكن الأرض التي تحركت عليها شخصياته بدت مألوفة ليس فقط لها بل للمؤلف الذي قام بمجهود هائل في البحث في تفاصيل الحياة اليومية للمدن التي مر بها بطل روايته في عهد مضى عليه ألفا سنة، وأكد أنه كان يقضي أياما طويلة في القراءة والبحث من أجل القدرة على وصف ثوب أو وجبة غذائية أو وصفة طبية عرفت في ذلك العصر.

يوسف زيدان نجح في تقريب حياة العصر الى قارئه بشكل مذهل.



  • رواية ترمي بشرر للكاتب السعودي عبده خال  2010.



الرواية عبارة عن لوحة سوداوية بالغة القتامة، تكاد تخلو حتى من مساحات رمادية أو ظلال ألوان أخرى.

على امتداد مئات الصفحات، نتابع اعترافات شخص يعمل في أحد القصور الغامضة في مدينة جدة، يسدي خدمات من نوع خاص لمالك القصر: هو ببساطة يقوم بتأديب أعداء رجل الاعمال المفرط في الثراء من خلال اغتصابهم جنسيا، بينما تقوم طواقم تصوير بتصوير العملية كاملة.

لا تبوح الرواية بالكثير عن طبيعة العداوة بين مالك القصر وأولئك الأشخاص الذين يشهد ليل القصر والحي البائس الذي أقيم في وسطه صرخات استغاثتهم، ولكن القارئ يستنتج أنهم ربما منافسون للمالك في عالم الأعمال التجارية.

القصر هو هنا مسرح لمشاهد التحلل الإنساني والفساد والشر. ساكنوه ومرتادوه إما رجال أعمال فاسدون أو مومسات أو أشخاص مشوهون يقومون بأعمال تتطلب شخصيات تكون نفسياتها مخزنا للقاذورات، كما يقول المؤلف عبده خال.

بشاعة المشهد الذي تصوره الرواية يجعلك تخمن إنه ربما مشهد مجازي للتعبير عن مقولة فلسفية، ولكن الكاتب سارع لنفي ذلك، فقد قال إنه لا يؤمن بإقحام المجاز والرمز على العمل الروائي دون أن يكون لذلك اساس واقعي. إذن فعبده خال يصور لنا واقعا يشبه الخيال في بشاعته، ويشبه الكابوس في أجوائه المرعبة.

هذه الرواية هي صوت للمهمشين فشخصياتها نادرا ما تكون في دائرة الضوء: هي شخصيات بائسة، مشوهة، شبه معدمة، تقدم لك نمطا مغايرا تماما للمتوقع في مجتمع ارتبط اسمه بالثراء والروح المحافظة.

ترفع الرواية السجاد الفاخر لترينا ما كنس تحته من قاذورات لم تستطع أن تخفيها ديكورات القصر البديعة ولا تمكنت عطوره النفاذة من تغييب رائحتها القذرة.

رواية "ترمي بشرر" أخذت على عاتقها إضاءة البقاع المظلمة في داخل شخصياتها، وفضح المستور ومواجهة القارئ بحقيقة مؤلمة، يلخصها الكاتب بمقولة فلسفية تعميمية مفادها أن النفس البشرية ليست سوى مخزن قاذورات.




  • القوس والفراشة رواية لمحمد الأشعري 2011



رواية محمد الأشعري "القوس والفراشة" هي رحلة في حياة مثقف يساري مغربي تعرض لصدمة هزت قناعاته الأيديولوجية ,مثالياته ومنظوره لحياته الخاصة.

والصدمة جاءته على شكل رسالة مقتضبة تلقاها في يوم عادي من شخص مجهول، "تبشره" بأن ولده الشاب الذي نشأ في عائلة علمانية على مبادئ الانفتاح والفكر الحر، والذي أرسل إلى باريس لدراسة المعمار في أحد معاهدها الراقية "سقط شهيدا في أفغانستان".

هناك حاجة لصدمة بهذا الحجم حتى يبدأ مفكر يساري في إعادة النظر في قناعاته ومثله والدروب التي سار عليها في حياته الشخصية والتي أخذها مسلما بها على مدى عقود.

التفكير المجرد هو عملية ستاتيكية تتخذ منحا خطيا، وهي بذلك أعجز من أن تدفع الإنسان الى إعادة تقييم قناعاته الراسخة.

إذن، ها هي الماساة تقوم بالمهمة، وتهزه حتى النخاع، ولا ترحم أي مسلم من مساءلتها.

لم يكن الألم هو العنصر الوحيد في المعادلة، وفقدان إبن لم يكن وحده ما دفع بطلنا الى المضي في رحلة الشك، بل اكتشافه أن ابنه اراد بموته ان يوصل رسالة أراد لها أن تمسك بوالده من تلابيب مسلماته. وكأن "ياسين" اراد أن يضمن رسالته السؤال التالي: " أبي، هل أنت متأكد؟ "

وقد وصلت الرسالة، فلم يعد الأب يحس بأنه متأكد من أي شيء، وبدأ باستحضار ولده وكأنه يريد محاورته حول قناعاته ومجادلته فيها. يبدو الآن أن اتجاه عملية "التعليم" قد انعكس، وكأن الإبن يقوم "بتعليم" الاب الآن وليس العكس.

هذا رمز قوي لادراك يوسف انه لم يكن يستمع بما فيه الكفاية، بل كان يحاضر طوال الوقت، فقناعاته راسخة. موت ولده جعله راغبا في الاستماع، وها هو يفعل، وعن طيبة خاطر.

وبينما نتابع خطوات بطل الرواية على طريق إعادة تقييمه لحياته الماضية، يستعرض الكاتب محمد الأشعري قصة جيل من اليساريين العرب قطعوا نفس المشوار وساروا على نفس الطريق، تواجههم مآزق فردية وجمعية. قضوا سنوات من حياتهم خلف القضبان، وساعات طويلة في جدل حار، ينسجون حلما بحياة افضل، لينتهوا محبطين يائسين بائسين.

وجد يوسف، كغيره الكثير من اليساريين المخضرمين العرب، حلوله الوسط: تمكن من اختزال حلمه في إنقاذ العالم إلى تحقيق توازن هش في علاقته مع محيطه المباشر: العائلة والاصدقاء. حتى أنه استطاع التصالح، طائعا أو كارها، مع النظام السياسي، على السطح على الأقل.

ثم جاءت الفاجعة، لتخلط الأوراق. إحساسه بالفشل قلب توازنه الهش رأسا على عقب، وفقد أشياء كثيرة، بينها حاسة الشم، في تعبير مجازي عن اعتزاله العالم وعدم اكتراثه لما يجري حوله.

في الشهور التي تلت موت ياسين يحاول يوسف إعادة بناء حياته لبنة لبنة، والتصالح مع كل شيء تقريبا: الحب، العائلة، المجتمع، لا بل يستعيد حاسة الشم أيضا !


  • رواية دروز بلغراد لربيع جابر 2012 

بعد حرب 1860 الأهلية في جبل لبنان ينفى عدد من المقاتلين الدروز بالبحر إلى قلعة بلغراد عند تخوم الامبراطورية العثمانية ويؤخذ معهم (بدلا من شخص أطلق سراحه بعد أن دفع والده رشوة للضابط العثماني) رجل مسيحي من بيروت (بائع بيض وضعه القدر في ساعة نحس على أرصفة المرفأ) يدعى حنا يعقوب. في بلاد البلقان المملوءة بالفتن يحاولون البقاء على قيد الحياة .


  • ساق البامبو رواية من تأليف الكويتي سعود السنعوسي  2013



تأتي "جوزفين" للعمل في الكويت كخادمة تاركة دراستها وعائلتها٬ التي تعقد آمالها على جوزفين٬ لتضمن لها حياة كريمة٬ بعد أن ضاقت بها السبل. وهناك في منزل العائلة التي بدأت للتو عملها في رحابها٬ تتعرف جوزفين إلى "راشد" الابن الوحيد المدلل لدى الأم "غنيمة" والأب "عيسى"٬ فيقرر الابن الزواج بجوزفين بعد قصة حب قصيرة٬ والشرط أن يبقى الأمر سراً٬ ولكن٬ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن٬ فتحمل جوزفين بوليدها "خوزيه"٬ عندئذ يتخلى الأب عن الابن الذي لم يبلغ الشهر الثاني من عمره٬ ويرسله إلى بلاد أمه٬ وفي الفلبين٬ يكابد الطفل الفقر وصعوبة الحياة ويمني نفسه بالعودة إلى بلاد أبيه حين يبلغ الثامنة عشرة٬ ومن هنا تبدأ الرواية.

"ساق البامبو" عمل روائي جريء٬ يقترب بموضوعية من ظاهرة العمالة الأجنبية في البلدان العربية٬ ويطرح سؤال الهوية من خلال رصد حياة شاب وُلد لأب كويتي وأم فلبينية والذي يرجع إلى الكويت٬ الأرض "الحلم" أو "الجنة" كما صورتها له والدته منذ كان طفلا.


  • فرانكشتاين في بغداد، رواية للكاتب العراقي أحمد سعداوي  2014


يقوم هادي العتاگ المقيم بحي البتاويين الشعبي بتلصيق بقايا بشرية من ضحايا الانفجارات في بغداد في ربيع 2005 ويخيطها على شكل جسد جديد. تحل فيه لاحقا روح لا جسد لها٬ لينهض كائن جديد٬ يسميه هادي "الشسمه"٬ أي الذي لا أعرف ما هو اسمه٬ وتسميه السلطات بالمجرم أكس٬ ويسميه آخرون "فرانكشتاين". يقوم هذا الكائن يقيادة حملة ثأر وانتقام من كل من قتله٬ أو من قتل الأجزاء المكونة له٬ ولكن هذه المهمة لن تكون سهلة بالنسبة له٬ وتواجهه عقبات عديدة٬ وينقسم الناس بشأنه٬ وبشأن حقيقته أو وجوده فعلا. ويكون هذا الموضوع الشاغل الرئيس بالنسبة للعميد السرور مجيد مدير عام دائرة المتابعة والتعقيب المكلفة بملاحقة المجرم الغامض. تتداخل حكايات هذا المجرم مع حكاية هادي العتاگ والعميد سرور والعجوز الآثورية أيليشوا ومحمود السوادي٬ الصحفي الشاب٬ الذي يحظى بفرصة إجراء حوار مع "فرانكشتاين" وشخصيات عديدة أخرى٬ لتتشكل صورة عامة عن مدينة تعيش تحت وطأة الخوف من المجهول٬ وعدم القدرة على التضامن وضياع هوية المجرم الذي يستهدفهم جميعا.


  • رواية 'الطلياني' لشكري المبخوت  2015



تدور أحداثها في تونس، هي قصة عبد الناصر، بطلها ملقب بالطلياني بسبب وسامته. إلا أن الرواية ليست فقط قصة عبد الناصر، إذ يستخدم الروائي تاريخ بطله في النضال السياسي ومغامراته العاطفية كخلفية لتأمل تاريخ تونس الحديث بكل تعقيداته، وخاصة فترة الانقلاب الذي قام به زين العابدين بن علي على نظام الحبيب بورقيبه في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. وقد صرّح شكري المبخوت في حوار أُجري معه مؤخرا أن فكرة الرواية جاءته من أحداث ثورات الربيع العربي: "بعد سنتين من الثورة تقريبا، استعدت مرحلة قريبة من تاريخ تونس شبيهة بمخاوفها وتقلّباتها وصراعاتها بما كنت أشاهد وأعايش؛ إنّها فترة الانتقال من عهد الزعيم بورقيبة إلى عهد الرئيس بن عليّ إثر انقلاب 1987."

وُلد شكري المبخوت في تونس سنة 1962 حيث يقيم، ويشغل منصب رئيس جامعة منّوبة. وعلى الرغم من أن "الطلياني" هي رواية المبخوت الأولى، إلا أنه أكاديمي وناقد معروف وله الكثير من الكتابات في النقد الأدبي. 

وفازت رواية "الطلياني" باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهرا الماضية، وجرى اختيارها من بين 180 رواية مرشحة تتوزع على 15 بلداً عربياً. وقد علّق مريد البرغوثي نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقوله:

"بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى مدهشة كبداية روايته ذاتها. مشهد افتتاحي يثير الحيرة والفضول، يسلمك عبر إضاءة تدريجية ماكرة وممتعة إلى كشف التاريخ المضطرب لأبطاله ولحقبة من تاريخ تونس. شخصية عبد الناصر بطل الرواية مركبة وغنية ومتعددة الأعماق، حتى الشخصيات الثانوية منها، مقنعة فيما تقول أو تفعل، وفيما ترفض أو تقول، لكن شخصية زينة تظل إنجازاً فنياً فريداً تمتزج فيها الثقة والارتباك والشراسة والشغف والتماسك والانهيار، وبهذا حظينا بشخصية لانمطية لأنها مكتوبة أثناء عملية الكتابة لا قبلها. رحلة في عوالم الجسد والبلد، الرغبة والمؤسسة، والانتهاك والانتهازية وتناول بارع لارتباك العالم الصغير للأفراد والعالم الكبير للبلاد. وفي كشفها الغطاء عن ملامح مجتمعها التونسي تباغت الرواية معظم القراء العرب بما يجسد ملامح مجتمعاتنا أيضا. "الطلياني" عمل فني يضيف للمنجز الروائي التونسي والعربي ويتعلق به القارئ منذ سطره الأول حتى سطره الأخير." 

كما جرى خلال الحفل تكريم الروائيين الخمسة الآخرين المدرجين على القائمة القصيرة ، حيث ينال كل منهم مبلغ 10,000 دولار أمريكي بمن فيهم الفائز.

وكانت القائمة القصيرة المكونة من ست روايات قد أُعلنت في فبراير الماضي في مؤتمر صحفي عُقد في فندق رويال منصور في الدار البيضاء، المغرب، بحضور لجنة التحكيم المكوّنة من الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي، رئيساً، الشاعرة والناقدة والخبيرة الإعلامية البحرينية بروين حبيب، والأكاديمي المصري وأستاذ الأدب المقارن في جامعة لندن أيمن الدسوقي، والناقد والأكاديمي العراقي وأستاذ الأدب المقارن في جامعة بغداد نجم عبدالله كاظم، والأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية كاورو ياماموتو. 

وعلق ياسر سليمان، أستاذ كرسي الدراسات العربية بجامعة كمبريدج، ورئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، بقوله:

"من مشهدها الافتتاحي إلى نهايتها تشدك رواية "الطلياني" لشكري المبخوت بحبكاتها المتداخلة وشخوصها المتنامية التي تتفاوض مع واقعها بانضباطية هلامية لا تتنكر لماضيها ولا تلتزم به كل الإلتزام. في الرواية محطات كثيرة جاذبة ومدهشة في ذبذباتها وتصويرها لمرحلة مهمة من تاريخ تونس في القرن العشرين. شكري المبخوت سارد متمكن من صنعة الكتابة الروائية، يكتب بإيقاع لغوي أخاذ، يطوع فيه العربية الفصيحة فيجعلها تعج بالحياة بكل أشكالها، لا يستعصي عليها شيء. الشكر لشكري المبخوت على ما قدمه للرواية العربية، فاللغة العربية تنساب بطواعية عذبة على صفحات "الطلياني"."

تدعم الجائزة "مؤسسة جائزة بوكر" في لندن، وتموّلها "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة.

يُذكر أنه قد تم حتى اليوم التعاقد على نشر سبع من الروايات الثماني الفائزة خلال السنوات الماضية في ترجمات إنجليزية، وبصفة إجمالية فإن الروايات الفائزة أو المدرجة على القوائم القصيرة للجائزة منذ عام 2008 قد تمت ترجمتها إلى ما يربو على 20 لغة من لغات العالم.

تجدر الإشارة إلى أنه تم التعاقد على إصدار رواية "فرنكشتاين في بغداد" لأحمد سعداوي الفائزة بجائزة عام 2014 بالإنجليزية في خريف 2016 عن دار وون ورلد في المملكة المتحدة ودار بنجوين في الولايات المتحدة. وقد صدرت رواية "ساق البامبو" لسعود السنعوسي الفائزة بجائزة عام 2013 في بريطانيا في أبريل 2015 عن دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفواكه الجافة أو المكسرات: فوائدها وتأثيرها على صحتنا

نكت مكتوبة باللهجة المصرية مضحكة جداً

7 خطوات تجعلك لاعب شطرنج متفوق