هل توجد أكوان أخرى غير الكون الذي نعرفه؟


من البديهي أن الفيزيائيين أشخاص يتعاملون بصرامة و جدية متناهية مع النظريات العلمية الجديدة. فالنظرية الفيزيائية لا تقبل مباشرة ولا تؤيد بسرعه من قبل مجتمع الفيزياء أو العلماء.
أشهر نظريات الفيزياء الآن كنظريتي الكم والنسبية قد واجهتا معارضة شديده في البداية، وهذا هو حال أشهر نظريات الفيزياء على الاطلاق. لكن اليوم لدينا نظريات تتجاوز نظريتي الكم والنسبية من ناحية عمق الخبال وحتى الغرابة. ومن أشهر تلك النظريات ما يسمى اليوم بنظرية الأكوان المتعددة.
بالطبع لا يقبل كل الفيزيائيين هذه النظرية، وبعضهم يعتبرها من خرافات الخيال العلمي ول ايدخل في نقاشها  أبداً. لكن في السنوات الأخيرة تغيرت المسألة قليلا  حيث أصبحت نظرية الاكوان المتعددة تناقش جديا و في أكبر مراكز البحث و الجامعات . فلماذا إذا
هذا التغيير في توجه العلماء؟.
 تعود البدايات الجدية لنظرية الأكوان المتعددة الى سنة 1957 عندما تقدم الفيزيائي (هوف ايفيرت) بفكرة مفادها ان هناك عدة أكوان متوازية. لكن لماذا اقترح مثل هذه الفكرة الغريبة؟ هذا هو السبب: في ميكانيكا الكم يكون حال أي شيء قبل قياسه غير محدد. مثلا قبل أن تفتح الثلاجة تكون حالة ذرات الطعام غير محدده، فتكون لها عدة سرعات في نفس الوقت وعدة اتجاهات وعدة مواقع، فقط في اللحظة التي تفتح وترصد بها ما بداخل الثلاجة، ينهار تركيب حالة الذرات وترى حالة واحدة! هذا التفسير الغريب مقبول تماما لنا اليوم، لكنه يطرح اشكالية: عندما تفتح الثلاجة، تنهار جميع حالات التراكب وترى حالة واحده، أين تذهب بقية الحالات أو الاحتمالات؟! في البداية تم افتراض زوالها نهائيا. لكن في عام 1957 أتى( هوف ايفيرت) بفكرته الجديدة،{ كل الحالات تحدث في نفس الوقت!} لكن كيف يكون ذلك ؟ انت  عندما تفتح الثلاجة ترى التفاحة بلون معين، مثلا أخضر فاتح، لكن هوف يقول لك بأنها فاتحة وداكنة و كل درجات الألوان الأخرى أيضا موجودة في نفس الوقت. بمجرد ما تفتح الثلاجة تقع جميع الاحتمالات في أكوان أخرى، وأنت لا تعي الا كون واحد وهو  الكون الذي انت فيه. 
الفكرة الأكثر جدية لنظرية الاكوان المتعددة جاءت في بداية الثمانيات على يد العالم الروسي( أندري ليندي). في عام 1981 اقترح العالم الامريكي( آلان غوث) فكرة رائعة جدا مفادها ان الكون بعدما ولد بانفجار عظيم كان توسعه البدائي كبير و مذهل . لقد توسع الكون من حجم ذرة الى حجم الكون المعروف في  أقل من ثانية!! ونظرية الانتفاخ تلك مقبولة لدى أغلب علماء الكونيات وتعتبر رسمية و تدرس حتى في الجامعات. لكنها تحتوي صعوبات عديدة منها، ان مقدار الانتفاخ محدد جدا الى درجة وجود مجرات و نجوم وكواكب والحياة أيضًا! فلو كان مقدار الانتفاخ أعلى قليلا او أقل ذالكا يجعل شكل الكون مختلف تماما عما نعرفه اليوم ولربما لن تتشكل أي مجرات أو نجوم أو كواكب أو حياة على الإطلاق. لذلك اقترح (ليندي) ان كوننا ليس الوحيد الذي يتمدد بل هناك عدة اكوان تنتفخ مثل الفقاعات، بعضها يكمل انتفاخه وبعضها لا يصمد و هكذا، مثل فقاعات الصابون   . في الحقيقة كانت الرياضيات هي من أرشد( ليندي) الى هذه الفكرة
.أما آخر النظريات التي تدعم رياضيا نظرية الاكوان المتعددة فهي نظرية الأوتار أو كما تسمى نظرية كل شيء
في الحقيقة هذه جميعها فرضيات، لكن عندما تصل عدة نظريات في الفيزياء الى نتيجة واحدة فإن هذه النتيجة تأخذ على محمل الجد وتصبح قريبة جداً من الحقيقة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفواكه الجافة أو المكسرات: فوائدها وتأثيرها على صحتنا

نكت مكتوبة باللهجة المصرية مضحكة جداً

7 خطوات تجعلك لاعب شطرنج متفوق